FIFA WORLD
الموقع لكره القدم وآخر آخبآرهآ ... سجل وآستمتع بآخر آخبآر آلكره القدم العالميه
FIFA WORLD
الموقع لكره القدم وآخر آخبآرهآ ... سجل وآستمتع بآخر آخبآر آلكره القدم العالميه
FIFA WORLD
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


كره القدم العالميه
 
البث المباشرالبث المباشر  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
 

 

 تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني)

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Mesut Ozil
عضو اسطورة
عضو اسطورة
Mesut Ozil


مـــشــروبـــي : تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Pepsi
هـوايـتـي : تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Sports10
*المشاركات* : 1805
نقاط : 1285667
السٌّمعَة و التقييم السٌّمعَة و التقييم : 19
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمر : 29

تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني)   تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الإثنين أغسطس 27, 2012 7:06 pm

{
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} } أي:
القرآن، سُمِّي كتاباً؛ لأنه يُكتب، أو لأنهُ جامع، لأن الكَتْب بمعنى
الجَمْع، ولهذا يقالُ: الكتيبةُ يعني المجموعةُ من الخيل، والقرآن صالح
لهذا وهذا فهو مكتوبٌ وهو أيضاً جامع.



{ {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا}} لم يجعل لهذا القرآن عوجاً بل هو مستقيم؛ ولهذا قال:


{
{قِيَمًا} } وقيماً حال من قوله: { {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ
عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} }، يعني: حالَ كونه قَيِّماً. فإن قال قائل:
«لماذا لم نجعلها صفة، لأن الكتابَ منصوبٌ وَقَيِّماً منصوب؟».



فالجواب:
أن قيماً نَكِرة والكتاب معرفة ولا يمكن أن توصف المعرفة بالنَّكِرَة،
ومعنى { {قِيَمًا} } أي: مستقيماً غايةَ الاستقامة، وهنا ذَكَرَ نَفْيَ
العيبِ أولاً ثم إثباتَ الكمال ثانياً. وهكذا ينبغي أن تُخلي المكان من
الأذى ثم تَضع الكمال؛ ولهذا يقال: «التخلية قبل التحلية»، يعني قبل أن
تُحلِّي الشيء أخلِ المكان عمَّا ينافي التحلي ثم حَلِّه، وفي قوله تعالى: {
{قِيَمًا} }. تنبيه. وهو أنه يجب الوقوف على قوله: { {وَلَمْ يَجْعَلْ
لَهُ عِوَجًا} } لأنك لو وصلت لصار في الكلام تناقضٌ، إذ يوهمُ أن المعنى
لم يكن له عوج قَيِّم.



ثم
بيَّن تعالى الحكمة من إنْزال القرآن في قوله: { {لِيُنْذِرَ بَأْسًا
شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ
الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَناً} }.



الضمير
في قوله: { {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ
الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا
حَسَناً} } يحتملُ أن يكون عائداً على { {عَبْدِهِ} } ويحتملُ أن يكون
عائداً على { {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ
الْكِتَابَ} } وكلاهما صحيح، فالكتاب نَزل على الرسول صلّى الله عليه وسلّم
لأجل أن يُنذِر به، والكتاب نفسُه مُنذِر، ينذر الناس.



{
{بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ} } أي من قِبَلِ الله عزّ وجل، والبأس هو
العذاب، كما قال تعالى: {{فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا}} [الأعراف: 4] ،
يعني عذابنا، والإنذار: هو الإخبار بما يُخَوِّف.



{
{لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ
الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَناً} }
التبشير: الإخبار بما يسر، وهنا نجد أنه حُذِف المَفعول في قوله: {
{لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ
الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَناً} } وذكر
المفعول في قوله: { {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ
وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ
لَهُمْ أَجْرًا حَسَناً} }، فكيف نقدر المفعول بـ«ينذر»؟



الجواب:
نُقدِّرُه في مقابل من يُبَشَّر وهم المؤمنون فيكون تقديره «الكافرين»،
وهذه فائدة من فوائد علم التفسير: أنّ الشيء يعرَف بذكر قبيله المقابل له،
ومنه قوله تعالى: {{فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا}}
[النساء: 71] . {{ثُبَاتٍ}} : يعني «متفرقين» والدليل ذكر المقابل له:
{{أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا}} .



وقوله
تعالى: { {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ
الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا
حَسَناً} } يفيد أنه لا بدَّ مع الإيمان من العمل الصالح، فلا يكفي الإيمان
وحده بل لا بد من عمل صالح.؛ ولهذا قيل لبعض السلف: «أليس مِفتاحُ الجنَّة
لا إله إلاَّ الله؟» يعني فمن أتى به فُتح له! قال: بلى، ولكن هل يفتحُ
المفتاحُ بلا أسنان؟



{
{لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ
الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَناً} }
الذين آمنوا بما يجب الإيمان به، وقد بيَّن النبي صلّى الله عليه وسلّم ما
يجب الإيمان به لجبريل حين سأله عن الإيمان فقال: «أن تؤمن بالله وملائكته
وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه»[(1)].



{
{لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ
الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَناً} } يعني
يعملون الأعمال الصالحات، ومتى يكون العمل صالحاً؟



الجواب: لا يمكن أن يكون صالحاً إلاَّ إذا تضمن شيئين:


1 ـ الإخلاص لله تعالى: بألاَّ يقصد الإنسان في عمله سوى وجه الله والدار الآخرة.


2 ـ المتابعة لشريعة الله: ألاّ يخرج عن شريعة الله عزّ وجل سواء شريعة محمد صلّى الله عليه وسلّم أو غيره.


ومن المعلوم أن الشرائع بعد بِعثة الرسول صلّى الله عليه وسلّم كلها منسوخة بشريعته صلّى الله عليه وسلّم.


وضد
الإخلاص: الشرك، والاتباع ضد الابتداع، إذاً البدعة لا تقبل مهما ازدانت
في قلب صاحبها ومهما كان فيها من الخشوع ومهما كان فيها من ترقيق القلب
لأنها ليست موافقة للشريعة؛ ولهذا نقول: كُل بدعة مهما استحسنها مبتدعها
فإنها غير مقبولة، بل هي ضلالة كما قاله النبي صلّى الله عليه وسلّم، فمن
عمل عملاً على وفق الشريعة ظاهراً لكن القلب فيه رياء فإنه لا يقبل لفقد
الإخلاص، ومن عمل عملاً خالصاً على غير وفق الشريعة فإنه لا يقبل، إذاً لا
بد من أمرين: إخلاصٍ لله عزّ وجل، واتباعٍ لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم
وإلاَّ لم يكن صالحاً، ثم بيَّن تعالى ما يُبَشَّر به المؤمنون فقال:



{
{ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا } { {أجراً} }
أي ثواباً، وسمى الله عزّ وجل ثواب الأعمال أجراً لأنها في مقابلة العمل،
وهذا من عدله جلَّ وعلا أن يسمي الثواب الذي يثيب به الطائعَ أجراً حتى
يطمئن الإنسان لضمان هذا الثواب؛ لأنه معروف أن الأجير إذا قام بعمله فإنه
يستحق الأجر.



وقوله:
{ {حسناً} } جاء في آية أخرى ما هو أعلى من هذا الوصف وهو قوله تعالى:
{{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}} [يونس: 26] وجاء في آية
أخرى: {{هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ *}} [الرحمن: 60] فهل
نأخذ بما يقتضي التساوي أو بما يقتضي الأكمل؟



الجواب: بما يقتضي الأكمل، فنقول: { { حَسَناً } } أي هو أحسن شيء ولا شك في هذا، فإن ثواب الجنة لا يعادله ثواب.


وقوله:
{ {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا *} } أي باقين فيه أبداً، إلى ما لا نهاية،
فلا مرض ولا موت ولا جوع ولا عطش ولا حر ولا برد، كل شيء كامل من جميع
الوجوه.



واعلم
أن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الجنَّة موجودة الآن وأنها مؤبدة، وأن
النار موجودة الآن وأنها مؤبدة، وقد جاء هذا في القرآن، فآيات التأبيد
بالنسبة لأصحاب اليمين كثيرة، أما بالنسبة لأصحاب الشمال فقد ذُكر التأبيد
في آيات ثلاث:



1
ـ في سورة النساء، قال تعالى: {{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ
يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلا
طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ
يَسِيرًا }} [النساء: 168 ـ 169] .



2
ـ في سورة الأحزاب، قال تعالى: {{إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ
وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ
وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا }} [الأحزاب: 64 ـ 65] .



3
ـ في سورة الجن في قوله تعالى: {{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}} [الجن: 23] .



وإذا كانت ثلاثُ آيات من كتاب الله عزّ وجل صريحة في التأبيد فلا ينبغي أن يكون هناك خلاف، كما قيل:


وليس كل خلاف جاء معتبراً***إلاَّ خلافاً له حظٌّ من النَّظرِ


وما
ذكر من الخلاف في أبدية النار لا حظَّ له، كيف يقول الخالق العليم:
{{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}} [النساء: 57] ثم يقال: لا أبدية؟ هذا غريب،
من أغرب ما يكون، فانتبهوا للقاعدة في مذهب أهل السنّة والجماعة: أن
الجنَّة والنار مخلوقتان الآن لأن الله ذكر في الجنة {{وَسَارِعُوا إِلَى
مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ *}} [آل عمران: 133] وفي النار {{أُعِدَّتْ}}
[البقرة: 24] . وثانياً: أنهما مؤبدتان لا تفنَيان لا هما ولا من فيهما كما
سمعتم.



* * *


{{وَيُنْذِرَ
الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا *مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ
وَلاَ لآِبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ
يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا *}}.



قوله
تعالى: { {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا *} }
كالإيضاح لما أبهم في الآية السابقة، فيه إنذار لمثل النصارى الذين قالوا:
إن المسيح ابن الله، ولليهود الذين قالوا: العُزير ابن الله، وللمشركين
الذين قالوا: إن الملائكة بنات الله.



والعزير ليس بنبي ولكنه رجل صالح.


{
{مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآِبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً
تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا *} } أي
بالولد أو بالقول، { {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآِبَائِهِمْ
كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ
كَذِبًا *} } أي بهذا القول، أو { {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ
لآِبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ
يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا *} } أي بالولد { {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ
وَلاَ لآِبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ
يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا *} } فإذا انتفى العلم ما بقي إلاَّ الجهل.



{ {وَلاَ لآِبَائِهِمْ} } الذين قالوا مثل قولهم، ليس لهم في ذلك علم، ليسَ هناك إلاّ أوهام ظنوها حقائق وهي ليست علوماً.


{
{كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} } قد يُشكل على طالب
العلم نَصْبُ { {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} }.



والجواب:
{ {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} } تمييز والفاعل محذوف
والتقدير «كبرت مقالتهم كلمةً» تخرج من أفواههم: أي عَظُمت لأنها عظيمة
والعياذ بالله، كما قال تعالى: { نْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا
يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا
} [مريم: 90 ـ 93] . يعني: مستحيل غاية الاستحالة أن يكون له ولد.


فإن قال قائل: «أليس الله يقول: {{قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ *}} [الزخرف: 81] ».


الجواب:
نعم. ولكن التعليق بالشرط لا يدل على إمكان المشروط، لأننا نفهم من آيات
أخرى أنه لا يمكن أن يكون وهذا كقوله تعالى للرسول صلّى الله عليه وسلّم: {
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ
يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ
رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } [يونس: 94] وهو صلّى الله
عليه وسلّم لا يمكن أن يَشك، ولكن على فرض الأمر الذي لا يقع، كقوله تعالى:
{{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ
اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ *}} [الأنبياء: 22] . فإنه لا
يمكن أن يكون فيهما آلهة سوى الله عزّ وجل، فتبين بهذا أن التعليق بالشرط
لا يدل على إمكان المشروط، بل قد يكون مستحيلاً غاية الاستحالة.



قوله:
{ {تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} } هل لنا أن نستفيد من قوله: { {مِنْ
أَفْوَاهِهِمْ} } أن هؤلاء يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وأنهم لا
يستيقنون أن لله ولداً؛ لأن أي عاقل لا يمكن أن يقول إن لله ولداً، فكيف
يمكن أن يكون لله ولدٌ، وهذا الولد من البشر نراه مثلنا يأكل ويشرب ويلبس،
ويلحقه الجوع والعطش والحر والبرد، كيف يكون ولدٌ لله تعالى؟ هذا غير ممكن؛
ولذلك قال: { {إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا} } «إن» بمعنى «ما» ومن
علامات «إن» النافية أن يقع بعدها «إلاَّ» {{إِنْ أَنْتَ إِلاَّ نَذِيرٌ
*}} [فاطر: 23] ، {{إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ}} [المائدة: 110] .



{
{إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا} } أي ما يقول هؤلاء إلاَّ كذباً.
والكذب: هو الخبر المخالف للواقع، والصدق: هو الخبر المطابق للواقع، فإذا
قال قائل: «قدِم فلانٌ اليوم» وهو لم يَقدُم، فهذا كذب سَواءٌ علم أم لم
يعلم، ودليل ذلك قصة سُبَيْعةَ الأسلمِيَّةِ رضي الله عنها حينما مات عنها
زوجها وهي حامل فوضعت بعد موته بليالٍ ثم خلعت ثياب الحداد، ولبست الثياب
الجميلة تريد أن تُخطَب، فدخل عليها أبو السنابل فقال لها: «ما أنت بناكح
حتى يأتي عليك أربعةُ أشهر وعشر»، لأنها وضعت بعد موت زوجها بنحو أربعين
ليلة أو أقل أو أكثر، فلبست ثياب الإحداد ثم أتت إلى الرسول صلّى الله عليه
وسلّم وأخبرته بالخبر فقال لها: «كذب أبو السنابل» [(2)]، مع أن الرجل ما
تعمد الكذب، يظن أنها تعتدُ بأطول الأجلين، فإن بقيت حاملاً بعد أربعةِ
أشهر وعشر بقيت في الإحداد حتى تضع، وإن وضعت قبل أربعة أشهر وعشر بقيت في
الإحداد حتى تتم لها أربعةُ أشهر وعشر، تعتد أطول الأجلين، ولكن السنَّة
بينت أن الحامل عِدَّتُها وضع الحمل ولو دون أربعةِ أشهر، فالشاهد أن النبي
صلّى الله عليه وسلّم أطلق على قول أبي السنابل «كَذب» مع أنه لم يتعمد.



* * *


{{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا *}}.


قوله
تعالى: { {فَلَعَلَّكَ} } الخِطاب للرسول صلّى الله عليه وسلّم { {بَاخِعٌ
نَفْسَكَ} } مهلكٌ نفسَك، لأنه كان صلّى الله عليه وسلّم إذا لم يجيبوه
حَزِنَ حَزناً شديداً، وضاق صدره حتى يكادَ يَهلك، فسلاَّه الله عزّ وجل
وبيّن له أنه ليس عليه من عدم استجابتهم من شيء، وإنما عليه البلاغ وقد
بلَّغ.



{ {عَلَى آثَارِهِمْ} } أي باتباع آثارهم، لعلَّهم يرجعون بعد عدم إجابتهم وإعراضهم.


{ {إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ} } أي إن لم يؤمنوا بهذا القرآن.


{
{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا
بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا *} } مفعول من أجله، العامل فيه: { {بَاخِعٌ} }
المعنى أنه لعلك باخع نفسك من الأسف إذا لم يؤمنوا بهذا مع أن الرسول صلّى
الله عليه وسلّم ليس عليه من عدم استجابتهم من شيء، ومهمة الرسول صلّى
الله عليه وسلّم البلاغ. قال تعالى: {{فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ}}
[الرعد: 40] ، وهكذا ورثته من بعده: العلماء، وظيفتهم البلاغ وأما الهداية
فبيد الله، ومن المعلوم أن الإنسان المؤمن يحزن إذا لم يستجبِ الناس للحق،
لكنَّ الحازنَ إذا لم يقبل الناس الحق على نوعين:



1 ـ نوع يحزن لأنه لم يُقبل.


2 ـ ونوع يحزن لأن الحق لم يُقبل.


والثاني
هو الممدوح لأن الأول إذا دعا فإنما يدعو لنفسه، والثاني إذا دعا فإنما
يدعو إلى الله عزّ وجل، ولهذا قال تعالى: {{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ}}
[النحل: 125] .



لكن
إذا قال الإنسان أنا أحزن؛ لأنه لم يُقبل قولي؛ لأنه الحق ولذلك لو تبين
لي الحق على خلاف قولي أخذت به فهل يكون محموداً أو يكونُ غير محمود؟



الجواب: يكون محموداً لكنه ليس كالآخرَ الذي ليس له همٌّ إلاَّ قَبول الحق سَواء جاء من قِبَله أو جاء من قبل غيره.


* * *


{{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً *}}.


إذا
تأملت القرآن تجد أنه غالباً يقدم الشرع على الخلق، قال الله تعالى: {{
الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ }} [الرحمن: 1 ـ 3]
، وتأمل الآيات في هذا المعنى تجد أن الله يبدأ بالشرائع قبل ذكر الخلق
وما يتعلق به؛ لأن المخلوقات إنما سُخِّرت للقيام بطاعة الله عزّ وجل، قال
الله تبارك وتعالى: {{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ
لِيَعْبُدُونِ *}} [الذاريات: 56] ، وقال عزّ وجل: {{هُوَ الَّذِي خَلَقَ
لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا}} [البقرة: 29] إذاً المهم القيام بطاعة
الله عزّ وجل، وتأمل هذه النكتة حتى يتبين لك أن أصل الدنيا وإيجاد الدنيا،
إنما هو للقيام بشريعة الله عزّ وجل .



قوله
تعالى: { {إِنَّا جَعَلْنَا} } أي صَيَّرنا، وجعل تأتي بمعنى: خلق وبمعنى
صيَّر، فإن تعدَّت لمفعولٍ واحدٍ فإنها بمعنى «خلق»، مثل قوله تعالى:
{{وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ}} [الأنعام: 1] وإن تعدَّت لمفعولين
فهي بمعنى صَيَّر، مثل قوله تعالى: {{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً
عَرَبِيًّا}} [الزخرف: 3] : أي صيَّرناه بلغة العرب،وإنما نبَّهتُ على ذلك؛
لأن الجهمية يقولون: إنَّ الجعلَ بمعنى الخلق في جميع المواضع، ويقولون:
معنى قوله تعالى: {{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا}} : أي خلقناه،
ولكن هذا غلط على اللغة العربية.



{
{جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا} } هنا جعل بمعنى صَيَّر
فالمفعول الأول «ما» والمفعول الثاني «زينة» أي أنَّ ما على الأرض جعله
الله زينة للأرض وذلك لاختبار الناس. هل يتعلقون بهذه الزينة أم يتعلقون
بالخالق؟ الناس ينقسمون إلى قسمين، منهم من يتعلق بالزينة ومنهم من يتعلق
بالخالق، واسمع إلى قوله تعالى مبيناً هذا الأمر.



{وَاتْلُ
عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا
فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا
لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ
هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ
أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا
بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
} [الأعراف: 175 ـ 176] .


إذاً
جعل الله الزينة لاختبار العباد، سَواءٌ أكانت هذه الزينة فيما خلقه الله
عزّ وجل وأوجده، أم مما صنعه الآدمي، فالقصور الفخمة المزخرفة زينة ولا شك،
ولكنها من صنع الآدمي، والأرض بجبالها وأنهارها ونباتها وإذا أنزل الله
الماء عليها اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، هذه زينة من عند الله
تعالى.



قوله تعالى: { لِنَبْلُوَهُمْ } أي نختبرهم.


وقوله
تعالى: { {أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} } الضمير يعود للخلق، وتأمل قوله
تعالى: { {أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} } ولم يقل: «أكثر عملاً»؛ لأن
العبرة بالأحسن لا بالأكثر ، وعلى هذا لو صلى الإنسان أربع ركعات لكنْ على
يقين ضعيف أو على إخلال باتباع الشرع، وصلى آخر ركعتين بيقين قوي ومتابعةٍ
قوية فأيهما أحسن؟ الثاني؛ بلا شك أحسن وأفضل، لأن العبرة بإحسان العمل
وإتقانه إخلاصاً ومتابعة.



في
بعض العبادات الأفضل التخفيف كركعتي الفجر مثلاً، لو قال إنسان: أنا أحب
أن أطيل فيها في قراءة القرآن وفي الركوع والسجود والقيام، وآخر قال: أنا
أريد أن أخفف، فالثاني أفضل؛ ولهذا ينبغي لنا إذا رأينا عامِّيَّاً يطيل في
ركعتي الفجر أن نسأله: «هل هاتان الركعتان ركعتا الفجر أو تحية المسجد؟».
فإن كانت تحية المسجد فشأنه، وإن كانت ركعتي الفجر قلنا: لا، الأفضل أن
تخفف، وفي الصيام رخَّص صلّى الله عليه وسلّم لأمته أن يواصلوا إلى
السَّحَر، وندبهم إلى أن يفطروا من حين غروب الشمس، فصام رجلان أحدهما امتد
صومه إلى السحور والثاني أفطر من حين غابت الشمس، فأيهما أفضل؟ الثاني
أفضل بلا شك، والأول وإن كان لا ينهى عنه فإنه جائز ولكنه غير مشروع،
فانتبه لهذا { {أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} } ولذلك تجد النبي صلّى الله
عليه وسلّم يفعل من العبادات ما كان أحسن: يحث على اتباع الجنائز وتمر به
الجنائز ولا يتبعها، يحث على أن نصوم يوماً ونُفطِر يوماً ومع ذلك هو لا
يفعل هذا، بل كان أحياناً يطيل الصوم حتى يقال: لا يفطر، وبالعكس يفطر حتى
يقال: لا يصوم، كل هذا يتبع ما كان أرضى لله عزّ وجل وأصلح لقلبه.



* * *


{{وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا *}}.


قوله
تعالى: { {صَعِيدًا} } هذه الأرض بزينتها، بقصورها وأشجارها ونباتها، سوف
يجعلها الله تعالى { {صَعِيدًا جُرُزًا} } أي خالياً، كما قال تعالى:
{{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا *}}
[طه: 105] ، أي نسفاً عظيماً ولهذا جاء مُنَكَّراً: أي نسفاً عظيماً، قال
تعالى: {{
فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا }}
[طه: 106 ـ 107] وبلحظة: كن فيكون! إذاً هذه الأرض يا أخي لا يَتعلَّق
قلبك بها فهي زائلة، هي ستصير كأن لم تكن كما قال عزّ وجل: {{كَأَنْ لَمْ
تَغْنَ بِالأَمْسِ}} [يونس: 24] .



وتأمل
الجملة الآن: { {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ} } فيها مُؤكِّدان، «إنَّ»
و«اللام»، ثم إنها جاءت بالجملة الاسمية الدالة على القدرة المستمرة، إذا
قامت القيامة أين القصور؟ لا قصور، لا جبال، لا أشجار، الأرض كأنها حجر
واحد أملس، ما فيها نبات ولا بناء ولا أشجار ولا غير ذلك، سيحولها الله
تعالى { {جُرُزًا} } خالية من زينتها التي كانت عليها.



* * *


{{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا *}}.


قوله
تعالى: { {أَمْ حَسِبْتَ} } «أم» هنا منقطعة، فهي بمعنى «بل»، و{
{حَسِبْتَ} } بمعنى ظننتَ، هنا أتى بـ«أم» المنقطعة التي تتضمن الاستفهام
من أجل شد النَّفس إلى الاستماع إلى القصة لأنها حقيقة عَجب، هذه القصة
عجب.



{ {الْكَهْفِ} } الغار في الجبل.


{ {وَالرَّقِيمِ} } بمعنى المرقوم: أي المكتوب لأنه كتب في حجر على هذا الكهف قصتُهم من أولها إلى آخرها.


{ {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا *} } أي أصحاب الكهف والرقيم.


{ {مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} } من آيات الله الكونية.


{
{مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} } أي محل تعجُّب واستغراب لأن هؤلاء سبعةٌ معهم
كلب كرهوا ما عليه أهل بلدهم من الشرك فخرجوا متَّجهين إلى الله يريدون أن
ينجوا بأنفسهم مما كان عليه أهل بلدهم، فلجأوا إلى هذا الغار، وكان من حسن
حظهم أن هذا الغار له باب لا يتَّجه للمشرق ولا للمغرب، سبحان الله! توفيق؛
لأنه لو اتجه إلى المشرق لأكلتهم الشمس عند الشروق، ولو اتجه إلى المغرب
لأكلتهم عند الغروب. كما قال تعالى: {{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ
تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ
ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ
اللَّهِ}} [الكهف: 17] وسيأتينا إن شاء الله تعالى.



* * *


{{إِذْ
أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ
لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّىءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا *}}.



{
{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ} } من هنا بدأت القصة، وعلى هذا يكون { {إِذْ
أَوَى} } متعلق بمحذوف تقديره: «اذكر إذ أوى الفتية» وكان كفار قريش قد
سألوا النبي صلّى الله عليه وسلّم عن قصتهم وهو عليه الصلاة والسلام لم
يقرأ الكتب، قال تعالى عنه: {} [العنكبوت: 48] . فوعدهم فأنجز الله له
الوعد.



و{ {الْفِتْيَةُ} } جمع فتى، وهو الشاب الكامل القوة والعزيمة.


{
{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} } أي لجأوا إليه من قومهم فارين
منهم خوفاً أن يصيبهم ما أصاب قومهم من الشرك والكفر بالبعث، فقالوا: {
{رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} } لجأوا إلى الله.



{ {رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} } أعطنا.


{ {رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} } أي من عندك.


{
{رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} } أي رحمة ترحمنا بها، وهذا
كقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم لأبي بكر ـ رضي الله عنه ـ حين قال أبو
بكر لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم: عَلِّمْنِي دُعاءً أَدْعُو بِهِ فِي
صَلاتِي قَالَ: قُلِ «اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا
أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم»[(3)].



{
{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ
لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّىءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا *} }، { {إِذْ
أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ
لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّىءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا *} } اجعل لنا،
وتهيئة الشيء أن يُعد ليكون صالحاً للعمل به.



{ {مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} } الرشد: ضد الغَيّ، أي اجعل شأننا موافقاً للصواب.


* * *


{{فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا *}}.


قوله تعالى: { {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ} } أي أنمناهم نومة عميقة. والنوم نوعان:


1 ـ خفيف: وهذا لا يمنع السماع ولهذا إذا نمت فأول ما يأتيك النوم تسمع مَن حولك.


2 ـ عميق: إذا نمت النوم العميق لا تسمع مَن حولك.


ولهذا قال: { {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ} } أي بحيث لا يسمعون.


{
{فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا} } أي معدودة، وسيأتي بيانها في قوله
تعالى: {{وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا
تِسْعًا *}} [الكهف: 25] .



* * *


{{ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا *}}.


قوله
تعالى: { {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ} } وذلك بإيقاظهم من النوم. وسمى الله
الاستيقاظ من النوم بعثاً لأن النوم وفاةٌ، قال تعالى: {{وَهُوَ الَّذِي
يَتَوفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ
يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ
ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ *}} [الأنعام: 60] . وقال
تعالى: {{اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ
تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ
وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ
لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ *}} [الزمر: 42] فالنوم وفاة.



وقوله: { {بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ} }، قد يقع فيه إشكال؟ هو: هل الله عزّ وجل لا يعلم قبل ذلك؟


الجواب: لا، واعلم أن هذه العبارة يراد بها شيئان:


1
ـ علم رؤية وظهور ومشاهدة، أي لنرى، ومعلوم أن علم ما سيكون ليس كعلم ما
كان؛ لأن علم الله عزّ وجل بالشيء قبل وقوعه علمٌ بأنه سيقع، ولكن بعد
وقوعه علمٌ بأنه وقع.



2
ـ أن العلم الذي يترتب عليه الجزاء هو المراد، أي لنعلم علماً يترتب عليه
الجزاء وذلك كقوله تعالى: {{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ
الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ}} [محمد: 31] . قبل أن يبتلينا
قد علم من هو المطيع ومن هو العاصي، ولكن هذا لا يترتب عليه لا الجزاء ولا
الثواب، فصار المعنى لنعلم علم ظهور ومشاهدة وليس علم الظهور والمشاهدة
كعلم ما سيكون، والثاني علماً يترتب عليه الجزاء.



أما
تحقق وقوع المعلوم بالنسبة لله فلا فرق بين ما علم أنه يقع وما علم أنه
وقع، كلٌّ سواء، وأما بالنسبة لنا صحيح أنَّا نعلم ما سيقع في خبر الصادق
لكن ليس علمنا بذلك كعلمنا به إذا شاهدناه بأعيننا، ولذلك جاء في الحديث
الصحيح: «ليس الخبر كالمعاينة»[(4)].



{ {أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا} } قوله: { {الْحِزْبَيْنِ} } يعني الطائفتين.


وقوله:
{ {أَحْصَى} } يعني أبلغ إحصاءً، وليست فعلاً ماضياً بل اسم تفضيل فصار
المعنى: أي الحزبين أضبط لما لبثوا أمداً، أي: المدة التي لبثوها؛ لأنهم
تنازعوا أمرهم فقالوا: {{لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}} [الكهف:
19] . وقال آخرون: {{رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ}} [الكهف: 19] .
ثم الناس من بعدهم اختلفوا كم لبثوا.



* * *


{{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً *}}.


نِعمَ
القائل صدقاً وعلماً وبياناً وإيضاحاً؛ لأن كلام الله تبارك وتعالى متضمن
للعلم والصدق والفصاحة والإرادة، أربعة أشياء. كلامه عزّ وجل عن علم وكلامه
أيضاً عن صدق، وكلامه في غاية الفصاحة وإرادته في هذا الكلام خير إرادة،
يريد بما يتكلم به أن يهدي عباده.



{
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ
آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً *} } قصُّ الله عزّ وجل أكمل
القصص وأحسن القصص؛ لأنه صادر عن:



1 ـ علم.


2 ـ عن صدق.


3 ـ صادر بأفصح عبارة وأبينها وأوضحها ولا كلامَ أوضح من كلام الله إلاَّ من أضل الله قلبه، وقال: هذا أساطير الأولين.


4 ـ وبأحسن إرادة لم يرد الله تعالى بما يقص علينا أن نضل ولا بما حكم علينا أن نجور، بل أراد أن نهتدي ونقوم بالعدل.


وقوله:
{ {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ
آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً *} } إذا قال قائل أليس الله
واحداً؟



فالجواب:
نعم واحد لا شك، لكن لا شك أنه جلَّ وعلا أعظم العظماء، والأسلوب العربي
إذا أسند الواحدُ إلى نفسه صيغة الجمع فهو يعني أنه عظيم، ومعلوم أنه لا
أحد أعظم من الله تعالى؛ ولهذا تجد الملوك أو الرؤساء إذا أرادوا أن
يُصدروا المراسم يقولون: «نحن فلان بن فلان نأمر بكذا وكذا». إذاً كل ضمائر
الجمع المنسوبة إلى الله تعالى المراد بها التعظيم.



{
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ} } أي نقرأه عليك ونحدثك
به { {نَبَأَهُمْ} } أي خبرهم { {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ
بِالْحَقِّ} } أي بالصدق المطابق للواقع.



{ {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ} } فتية شباب ولكن عندهم قوة العزيمة وقوة البدن وقوة الإيمان.


{
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ
آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً *} } زادهم الله عزّ وجل هدى لأن
الله تعالى يزيد الذين يهتدون هدى، وكلما ازددت عملاً بعلمك زادك الله هدى
أي زادك الله علماً.



* * *


{{وَرَبَطْنَا
عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا
شَطَطًا *}}.



{
{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ} } أي ثبتناها وقويناها وجعلنا لها
رِباطاً، لأن جميع قومهم على ضدهم، ومخالفة القوم تحتاج إلى تثبيت لا سيما
أنهم شباب والشاب ربما يؤثر فيه أبوه ويقول له «اكفر»، ولكن الله ربط على
قلوبهم فثبتهم، اللهم ثبتنا يا رب.



{
{إِذْ قَامُوا} } يعني في قومهم معلنين بالتوحيد متبرئين مما كان عليه
هؤلاء الأقوام. { {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا
رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ
إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا *} } وليس رب فلان وفلان بل هو رب
السموات والأرض فهو سبحانه وتعالى مالك وخالق ومدبِّر السموات والأرض. لأن
الرَّب الذي هو اسم من أسماء الله معناه الخالق المالك المدبر ولم يبالوا
بأحد فهم كسحرة فرعون: {{قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ
الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا
تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا *}} [طه: 72] . والدنيا كلها قاضية
منتهية طالت بك أم قصرت، ولا بد لكل إنسان من أحد أمرين: إما الهَرَم وإما
الموت، ونهاية الهرم الموت أيضاً؛ ولهذا يقول الشاعر:



لا طِيب للعيش ما دامت مُنغَّصةً***لذَّاتُه بادِّكار الموت والهرم


الإنسان
كلما تذكر أنه سيموت طالت حياته أم قصرت فإنه لا يطيب العيش له، ولكن من
نعمة الله عزّ وجل أن الناس ينسَون هذا الأمر، ولكنَّ هؤلاء الناسين منهم
من ينسى هذا الأمر باشتغاله بطاعة الله، ومنهم من ينساه بانشغاله بالدنيا.



{
{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ
قُلْنَا إِذًا شَطَطًا *} } السمواتِ السبعِ والأرضُ كذلك سبعٌ كما جاءت
بذلك النصوص، ولا حاجة لذكرها؛ لأنها معلومة والحمد لله.



{
{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ
قُلْنَا إِذًا شَطَطًا *} } لن ندعو دعاء مسألة ولا دعاء عبادة إلهاً سواه،
فأقروا بالربوبيَّة وأقرُّوا بالألوهية، الربوبية قالوا: { {وَرَبَطْنَا
عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا
شَطَطًا *} } والألوهية قالوا: { {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ
قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا
مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا *} } أي سواه.



{ {لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} } الجملة هذه مؤكدة بثلاثة مؤكدات وهي: «اللام» و«قد» و«القسم الذي دلَّت عليه اللام».


وقوله:
{ {لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} } أي لو دعونا إلهاً سواه { {لَقَدْ
قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} } أي: قولاً مائلاً وموغلاً بالكفر، وصدقوا، لو
أنهم دعوا غير الله إلهاً لقالوا هذا القول المائل الموغل بالكفر والعياذ
بالله.



* * *


{{هَؤُلاَءِ
قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ
بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ
كَذِبًا *}}.



قوله
تعالى: { {هَؤُلاَءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً} } يشيرون
إلى وجهة نظرهم في انعزالهم عن قومهم، قالوا: { {هَؤُلاَءِ قَوْمُنَا
اتَّخَذُوا} } أي صيَّروا آلهة من دون الله، عبدوها من دون الله.



{
{لَوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} } يعني هلاَّ {
{يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ} } أي على هذه الآلهة، أي: على كونها آلهة وكونهم
يعبدونها. فالمطلوب منهم شيئان:



1 ـ أن يثبتوا أن هذه آلهة.


2 ـ أن يثبتوا أن عبادتَهم لها حق، وكلا الأمرين مستحيل.


{
{بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} } السلطان كلُّ ما للإنسان به سُلطة، قد يكون
المراد به الدليل مثل قوله تعالى: {{إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ
بِهَذَا}} [يونس: 68] ، وقد يكون المراد به القوة والغلبة مثل قوله تعالى
عن الشيطان: {{إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ
وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ *}} [النحل: 100] وقد يكون الحجة
والبرهان كمافي قوله تعالى: { {بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} } أي بحجة ظاهرة يكون
لهم بها سُلطة؛ ولهذا قالوا:



{
{هَؤُلاَءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلاَ يَأْتُونَ
عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنِ افْتَرَى عَلَى
اللَّهِ كَذِبًا *} } الفاء للتفريع، مَن: استفهام بمعنى النفي، أي لا أحد
أظلم ممن افترى على الله كذباً، واعلم أن الاستفهام إذا ضُمِّن معنى النفي
صار فيه زيادة فائدة، وهي أنه يكون مُشْرَباً معنى التحدي لأن النفي المجرد
لا يدل على التحدي، لو قلت: «ما قام زيد»، ما فيه تحدي، لكن لو قلت: «من
أظلم ممن افترى على الله كذباً» فهذا تحدي، كأنك تقول: أخبرني أو أوجد لي
أحداً أظلم ممن افترى على الله كذباً.



فقوله:
{ {هَؤُلاَءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلاَ
يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنِ افْتَرَى
عَلَى اللَّهِ كَذِبًا *} } أي من أشد ظلماً ممن افترى على الله كذباً في
نسبة الشريك إليه وغير ذلك، كل من افترى على الله كذباً فلا أحد أظلم منه،
أنت لو كذبت على شخص لكان هذا ظلماً، وعلى شخص أعلى منه لكان هذا ظلماً
أعلى من الأول، فإذا افتريت كذباً على اللهِ صار لا ظلم فوق هذا، ولهذا قال
تعالى: { {هَؤُلاَءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلاَ
يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنِ افْتَرَى
عَلَى اللَّهِ كَذِبًا *} }، فإن قال قائل: «نجد أن الله تعالى يقول: {
{هَؤُلاَءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلاَ يَأْتُونَ
عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنِ افْتَرَى عَلَى
اللَّهِ كَذِبًا *} } ويقول: {{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ
اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}} [البقرة: 114] . وأظلم تدل على اسم
التفضيل، فكيف الجمع؟». نقول: إن الجمع هو أنها اسم تفضيل في نفس المعنى
الذي وردت به، فمثلاً: {{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ
أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}} : أي لا أحد أظلم منعاً ممن منع مساجد الله
أن يذكر فيها اسمه، وفي الكذب، أي الكذب أظلم؟ الكذب على الله، فتكون
الأظلمية هنا بالنسبة للمعنى الذي سيقت فيه، ليست أظلمية مطلقة لأنها لو
كانت أظلمية مُطلَقاً لكان فيه نوع من التناقض، لكن لو قال قائل: «ألا يمكن
أن تقول إنها اشتركت في الأظلمية؟ يعني هذا أظلم شيء وهذه أظلم شيء»؟.



فالجواب:
لا يمكن، لأنه لا يمكن أن تقرن بين من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه،
وبين من افترى على الله كذباً، فإن الثاني أعظم، فلا يمكن أن يشتركا في
الأظلمية، وحينئذٍ يتعين المعنى الأول، أن تكون الأظلمية بالنسبة للمعنى
الذي سيقت فيه.



* * *


{{وَإِذْ
اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى
الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّىءْ لَكُمْ
مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا *}}.



قوله
تعالى: { {وَإِذْ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ
فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} } هذا من قول الفتية، يعني: قال بعضهم لبعض: ما
دمتم اعتزلتم قومكم وما يعبدون إلاَّ الله.



وقوله:
{ {وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ} } يحتمل أن تكون استثناء من قوله: {
{وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ} } وعلى هذا يكون هؤلاء القوم يعبدون
الله ويعبدون غيره، والفتية اعتزلوهم وما يعبدون إلاَّ الله، ويحتمل أن
تكون «إلاَّ» منقطعة فيكون المعنى أن هؤلاء القوم لا يعبدون الله. ويكون
المعنى: «وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون مطلقاً» { {وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ
اللَّهَ} } أي لكنِ الله لم تعتزلوه ولكنكم آمنتم به، ويحتمل أن تكون
استثناء متصلاً على سبيل الاحتياط، يعني: أن هؤلاء الفتية قالوا: { {وَمَا
يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ} } يخشون أن يكون أحد من أقوامهم يعبد الله. و
«ال» في الكهف تحتمل أن تكون للعهد، وكأنه كهف ألفوا أن يأووا، إليه أو أن
المراد بها الكمال، أي إلى الكهف الكامل الذي يمنعك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahmad-39
مراقب/ة
مراقب/ة
ahmad-39


مـــشــروبـــي : تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Pepsi
هـوايـتـي : تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Wrestl10
*المشاركات* : 1377
نقاط : 1580127
السٌّمعَة و التقييم السٌّمعَة و التقييم : 22
تاريخ التسجيل : 06/07/2012

تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني)   تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الجمعة أغسطس 31, 2012 2:43 am

مشكور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Mesut Ozil
عضو اسطورة
عضو اسطورة
Mesut Ozil


مـــشــروبـــي : تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Pepsi
هـوايـتـي : تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Sports10
*المشاركات* : 1805
نقاط : 1285667
السٌّمعَة و التقييم السٌّمعَة و التقييم : 19
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمر : 29

تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني)   تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الجمعة أغسطس 31, 2012 2:53 am

منور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahmed saber
مشرف/ة
مشرف/ة
ahmed saber


مـــشــروبـــي : تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Fanta
هـوايـتـي : تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Wrestl10
*المشاركات* : 234
نقاط : 979811
السٌّمعَة و التقييم السٌّمعَة و التقييم : 5
تاريخ التسجيل : 24/08/2012

تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني)   تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الجمعة أغسطس 31, 2012 5:12 am

مشكور واصل الابداع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://legend-wwe.yoo7.com/
????
زائر
avatar



تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني)   تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الجمعة يناير 11, 2013 2:34 pm

في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة الكهف(الجزء الاول)
» تفسير سورة الكهف (الجزء الثالث)
» تفسير سورة الكهف*
» تحميل سورة البقرة و الكهف
» تفسير سورة الأنعام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
FIFA WORLD :: مكتب الادارة :: •المنتديات الاسلامية • :: القسم الاسلامي :: تفسير القران وعلوم القران-
انتقل الى:  
المواضيع الأكثر نشاطاً
مسابقة (من هو؟؟؟) ابتدأت المسابقة
توقف التسجيل لعرض WK super show
شوف جيف هاردي يفوز على اندرتيكر
اغنية يوشي تاتسو
التسجيل بالتحديات المصارعة من جديد
مسابقة اكثر معلومات عن المصارعة في المنتدى
كرسي الاعتراف مع المدير mad mark
تم افتتاح متجرahmed saber
متجري متجر ( Mr . THE ROCK ) للكتابه على الصور
مسيرت المصارع
المواضيع الأخيرة
»  ستايل تومبيلات ترايد ويب العربية 2012 الذي يبحث عنه الجميع الان مجاني للجميع
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الأحد سبتمبر 25, 2016 8:54 am من طرف $ جون سينا $

» حمل القرآن الكريم على جوالك
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الإثنين مايو 19, 2014 7:42 pm من طرف Abuwahbi

» تشيزني حارس أرسنال: الاستمرار بهذا المستوى حتى النهاية يضمن لنا الدوري
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 9:48 pm من طرف Xavi

» المانيو يسعى لإستعادة نغمة الإنتصارات في إختبار صعب أمام إيفرتون بالبريميير ليج
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 9:47 pm من طرف Xavi

» الخلاف يشتد بين مالك هال سيتي والجمهور بشأن تغيير أسم الفريق
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 9:46 pm من طرف Xavi

» لاعبو توتنهام يدافعون عن مدربهم فيلاش بواش أمام الانتقادات التي وجهت له
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 9:45 pm من طرف Xavi

» يايا توريه يفوز بجائزة بي.بي.سي لأفضل لاعب أفريقي
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 9:43 pm من طرف Xavi

» ايفانوفيتش : تشيلسي في أفضل موقف له بالدوري الإنجليزي منذ 2010
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 9:42 pm من طرف Xavi

» يانوزاي مرشح لجائزة ( بي بي سي ) لأفضل رياضي صاعد في بريطانيا
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 9:40 pm من طرف Xavi

» مانشستر سيتي يخطف "خليفة ميسي"
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 9:39 pm من طرف Xavi

» صحيفة إنجليزية تشن هجوماً عنيفاً علي المصري علام مالك هال سيتي
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 9:38 pm من طرف Xavi

» يا محمد لولح ارجو الدخول
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1السبت نوفمبر 30, 2013 10:44 pm من طرف A.Iniesta

» هامبورج يفتقد جهود فان ديرفارت عدة أسابيع بسبب الإصابة
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1السبت نوفمبر 30, 2013 8:13 pm من طرف A.Iniesta

» ميلان يعود من اسكتلندا بفوز كبير علي سيلتك في دوري أبطال أوروبا
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1السبت نوفمبر 30, 2013 8:12 pm من طرف A.Iniesta

» ريال مدريد بعشرة لاعبين يهزم جالطه سراي بالأربعة ويتأهل لدور ال16 بدوري الأبطال
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1السبت نوفمبر 30, 2013 8:11 pm من طرف A.Iniesta

» أنشيلوتي: أرفض التفريط في سيرجيو راموس .. ولن أمنح شارة القائد لرونالدو
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1السبت نوفمبر 30, 2013 8:11 pm من طرف A.Iniesta

» كارول صاحب الصفقة التاريخية في وست هام جاهز للعودة للتدريبات
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1السبت نوفمبر 30, 2013 8:11 pm من طرف A.Iniesta

» ميسي يضم شهادات بلاتر وجوارديولا لسيرته الذاتية
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الجمعة نوفمبر 29, 2013 10:47 pm من طرف جون سينا

» أنشيلوتي: أرفض التفريط في سيرجيو راموس .. ولن أمنح شارة القائد لرونالدو
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الجمعة نوفمبر 29, 2013 10:33 pm من طرف JEKAR

» ايقونات لنشاط العضو او احترامه للقوانين او مستويات
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Icon_minitime1الجمعة نوفمبر 29, 2013 9:37 pm من طرف $ جون سينا $

أفضل 10 فاتحي مواضيع
Xavi
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
Floyed
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
ЄĐĞЄ
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
MY TIME
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
the special
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
flame
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
Not to surrender
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
المصدر
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
A.Iniesta
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
جون سينا
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
رجل المستحيل - 4616
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
Xavi - 4205
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
Floyed - 3900
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
flame - 3564
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
MR Undertaker - 2814
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
ЄĐĞЄ - 2803
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
MY TIME - 2729
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
A.Iniesta - 2554
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
the special - 2289
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
Bale - 2018
تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_rcap1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Voting_bar1تفسير سورة الكهف (الجزء الثاني) Vote_lcap1 
® Version phpBB2-Subsilver Copyright ©2011 - 2012 By:الا رسول الله
جميع الحقوق محفوظة لدى منتدى
All Rights Reserved Forums الا رسول الله 2011-
  2012

لتعليقات و المواضيع المنشورة لا تعبر عن رأي الإدارة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
Riyadh