هل أنت مدريدي أم برشلوني؟ سؤال بات يتردد كثيراً في السنوات الأخيرة عندما يبدأ أي حديث عن كرة القدم بين شخصين أو أكثر، لكن في مجتماعتنا العربية باتت المسألة تأخذ منحى اَخر فإن كنت برشلوني هاجمك معشر المدريديين بالنقد الجارح والاستفزاز المقيت والعكس صحيح.
يطالبوك بأن تكون محايداً وهم أول المتحيزين.. يطالبوك بالواقعية وهم أول الحالمين.. يطالبوك باحترام قدرات المنافس وهم أول من يبخس قدرات المنافس.. يقولون لك توقف عن الهجوم على الفريق الخصم وهم أول من يكيلون الشتائم والعبارات الاستفزازية للفرق الأخرى.. عزيزي القارئ.. لا يوجد أحد محايد في عالم كرة القدم ومن يدعي ذلك فهو كاذب.
يطالبون الكاتب بأن يكون على الحياد ولا يُظهر ميوله الكروية أبداً احتراماً لمشاعر مشجعي الفرق الأخرى وكأننا في فصل دراسي محكومين بقوانين وقواعد مملة رتيبة.. نحن في عالم الصحافة الرقمية وكل شيء بات متاحاً ومسموحاً وسقف الحرية يصل للسماء في وقت ذهبت به الحيادية المصطنعة وأسلوب الكتابة الممل الذي لا يُمتع ولا يقدم رأياً جدلياً حتى لو كان متحيزاً فهذا في النهاية رأي شخصي يعبر عن ميول الكاتب ورؤيته في مسألة كروية معينة.
يقولون رداً على مقال رأي يعبر عن رؤيتي الخاصة ..من هو البايرن كي يهزم برشلونة.. فجأة ودون مقدمات أصبح لبايرن ميونيخ مشجعين ومؤازرين بالملايين في عالمنا العربي كي يُستفز جميع من قرأ المقال…!!
عزيزي القارئ، سواء أكنت مدريدي أم برشلوني أم مريخي فأنت متحيز لفريقك تماماً والمزاودة على الاَخرين في كتاباتهم واَرائهم وبأنك رائد الحيادية في العالم العربي كذب وهراء.. كرة القدم وجدت للتشجيع والتحيز لفريقك ونجمك المفضل، وإذا كنت متحيزاً لبرشلونة ككاتب فهناك المئات من الكتاب والمعلقين الرياضيين المتحيزين للفرق الأخرى وهذا واضح من كتاباتهم واَرائهم.. وإلا فاذهب لقراءة مقالات لكتاب زمن السبعينات والثمانيات واستمتع بالحيادية.