The miz AwEsoM عضو فعال
هـوايـتـي : *المشاركات* : 215 نقاط : 959779 السٌّمعَة و التقييم : 1 تاريخ التسجيل : 18/10/2011
| موضوع: صفات الله جل جلاله الأحد أكتوبر 23, 2011 7:00 pm | |
| الله جل جلاله لفظ الجلالة «الله» هو اسمٌ ـ في لغة العرب ـ دالّ على الذات الإلهية، الجامعة لجميع صفات الكمال، والمنزهة عن أي صفة من صفات النقصان التي لا تليق بكمال الألوهية والربوبية وهو أعظم أسماء الله الحسنى وأجمعها وأشهرها وأبهرها، حتى إن الأسماء كلها تُضاف إليه، وتُعَرَّف به، فيقال: الرحمن الرحيم من أسماء «الله» والقدوس والسلام من أسماء «الله» ولا يُقال: «الله» من أسماء الرحمن، قال الله تعالى: )ولِلَّهِ الأسْماءُ الحُسْنَى( (الأعراف180). و«الله» اسم لم يُسمَّ به غير الخالق سبحانه وتعالى، ولم يجسرْ أحدٌ من المخلوقين على أن يتسمَّى به. إنه علم على واجب الوجود، المعبود بحق، وهو أعرف المعارف على الإطلاق. ولهذا الاسم الكريم «الله» في كل لغة من لغات البشر اسمٌ جليل على ذاته يجبُ احترامه وتقديسه في تلك اللغة، ومثال ذلك في اللغة التركية «طانري» Tanri وفي اللغة الفارسية «خداي» وفي اللغة الفرنسية «ديو» Dieu وفي اللغة الإنكليزية «غَدْ» God وفي اللغة العبرية «ياهو» Yahwe. أصل لفظ الجلالة اختلف في أصل الاسم بين أصحاب اللغة فمنهم من قال إنه اسم مشتق، ومنهم من قال إنه اسم جامد ولكل منهم حجته: 1ـ اسم مشتق، أصله الإله حذفوا الهمزة وأدغموا اللام في اللام، فصارتا لاماً واحدة مشدَّدة مفخَّمة «اللَّه». ورجح هذا القول ابن جرير الطبري وابن القيم. وأرادوا بالاشتقاق: المجازي، وهو ملاحظة المعاني وتقاربها، لا الحقيقي؛ لما فيه من الإيهام وهو أسبقية المشتق منه على المشتق، وأسماء الله كلها قديمة. وقالوا: إن اسمه تعالى «الله» دالٌ على صفة له سبحانه وهي الإلهية أو الألوهية كسائر أسمائه الحسنى، كالعليم والقدير، والسميع والبصير، ونحو ذلك، فإن هذه الأسماء مشتقة من مصادرها، وهي قديمة. وهم لا يعنون بالاشتقاق إلا الملاقاة التامة للمصدر في اللفظ والمعنى، لا أنها متولدة عنها تولد الفرع من الأصل. حتى النحاة عندما يسمون المصدر والمشتق منه أصلاً وفرعاً إنما يعنون أن أحدهما يتضمن الآخر وزيادة، لا أن أحدهما متولد من الآخر. ويؤكد ابن جرير الطبري في تفسيره أصل الاشتقاق فيقول: وأما تأويل «الله» فإنه على معنى ما رُوي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: «هو الذي يؤلهه كلُّ شيء ويعبده كل خلق». وقال: «الله» ذو الألوهية، والعبودية على خلقه أجمعين. وقد استشهد على ذلك بقول رؤبة بن العجاج: لله دَرُّ الغانيات المدَّة سبَّحن واسترجعن من تألُّهي يعني من تعبدي وطلبي الله بعملي. كما استشهد بقراءة عبد الله بن عباس )ويذَركَ وآلهتكَ( (الأعراف 127) ـ قال: عبادتك، وقال: إنه كان يُعبَدُ ولا يَعْبُدُ. و مع تعدد الأقوال الواردة في الاشتقاق من أَلِه، ووَلِهَ، ولاهَ؛ فإن حجج الاشتقاق لهذا الاسم العظيم «الله» ثلاثة: ـ كونه صفة في كتاب الله، قال تعالى: )وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِِ وفي الأرض( (الأنعام 3). وما دام صفة فقد امتنع أن يكون اسم علم. ـ إن اسم العَلَم قائم مقام الإشارة، ولما كانت الإشارة ممتنعة في حق الله تعالى، كان اسم العلم ممتنعاً في حقه. ـ اسم العلم، إنما يُصار إليه، ليتميز شخص من شخص آخر يشبهه، وهذا ممتنع أيضاً في حق الله تعالى. 2ـ اسم جامد: مرتجل، ليس بمشتق البتة، وإلى هذا ذهب أبو بكر بن العربي، والسهيلي، وفخر الدين الرازي، والخليل وسيبويه وأكثر الأصوليين والفقهاء. وقالوا: إن اسم «الله» غير مشتق؛ لأن الاشتقاق يستلزم مادة يُشتق منها، واسمه تعالى قديم، والقديم لا مادة له، فيستحيل الاشتقاق. وقالوا: إنه يدلُّ على الذات مجرَّدة من غير اعتبار أي صفة، وعلى الوجود الحق الموصوف بصفات الجلال والكمال دلالة مطلقة غير مقيدة بقيد، ولأن العرب عاملته معاملة الأسماء الأعلام في النداء، فجمعوا بينه وبين ياء النداء فقالوا: يا الله، ولو كان مشتقاً لكانت ألفه ولامه زائدتين، وهما أصليتان لازمتان من أصل الكلمة. وردوا على القائلين بالاشتقاق بثلاث حجج هي: ـ لو كان لفظاً مشتقاً، لكان كلياً ومشتركاً، والمشترك يمكن وقوع الشركة فيه وقولنا: «لا إله إلا الله» توحيد حق، يمنع وقوع الشركة فيه بين كثيرين، أو أي معبود غيره. ـ لأن الاسم اسم علم فإن القرآن يذكره أولاً ثم يورد صفاته بعده فيقول: «الله الرحمن الرحيم» ولم يعكس فيقول: «الرحمن الرحيم الله" ـ قول الله تعالى: )هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا( (مريم 65). وليس المراد من الاسم الصفة، وإلا لانتفى قوله هل تعلم له سمياً. ويُعَقِّبُ ابن قيم الجوزية في كتاب «بدائع الفوائد» بقوله إن اختلاف القائلين بالاشتقاق وعدمه، إنما هو اختلاف شكلي، أما اعتقادهم في أسماء وصفات الله كلها فهو أنها قديمة، والقديم لا مادة له. ويؤكد ابن القيم أنه لا أهمية لهذا الاختلاف، وأنه لا يصل إلى المعنى، فيقول في كتاب «أسماء الله الحسنى»: «إن جميع أهل الأرض: علمائهم وجهلائهم، ومن يعرف الاشتقاق ومن لا يعرفه، وعربهم وعجمهم، يعلمون أن «الله» اسم لربِّ العالمين، خالق السموات والأرض، الذي يُحيي ويميت، وهو ربُّ كلِّ شيء ومليكه، فهم لا يختلفون في أن هذا الاسمَ، يُرادُ به هذا المسمَّى، وهو أظهر عندهم، وأعرفُ، وأشهرُ من كل اسم وضع لكل مسمَّى، وإن كان الناس متنازعين في اشتقاقه، فليس ذلك بنزاع في فهم معناه". صفات الله تعالى يذكر علماء العقيدة أن لله عز وجل صفات تليق بكماله تعالى وجلاله، ويجب على كل مكلَّف أن يعلمها علماً تفصيلياً، ويُقيم عليها البرهان والدليل، كل إنسان بحسب طاقته، وهذه الصفات ستة أقسام: 1ـ الصفة النفسية، وهي الوجود، وسميت نفسية، لأنها تدلُّ على الذات دون شيء زائد عليها. 2ـ الصفات السلبية: وهي الدالة على التنزيه، وما كان مدلولها سلب صفة لا تليق به سبحانه وتعالى، وهي خمسة: الوحدانية وتدل على نفي التعدد، والقدم ويدل على نفي الحدوث، والبقاء ويدل على نفي الفناء، والمخالفة للحوادث وتدل على نفي المشابهة، وقيامه تعالى بنفسه وتدل على عدم احتياجه إلى غيره. 3ـ صفات المعاني، والمراد بها كلُّ صفة قائمة بذاته، وهي سبع: القدرة، الإرادة، العلم، الحياة، السمع، البصر، الكلام. 4ـ الصفات المعنوية، وهي الأحكام التي تترتب على ثبوت صفات المعاني، فحينما ثبت له سبحانه صفة القدرة، نتج عن ذلك كونه قادراً، وهكذا في صفات المعاني السبعة. أي كونه مريداً وكونه عليماً وكونه حياً وكونه سميعاً وكونه بصيراً وكونه متكلماً. 5ـ صفات الأفعال، وهي ما ورد في القرآن الكريم وصف الخالق بها، كالرزق، والعمل، والتعليم، والإنباء، والإيتاء. 6ـ الصفات الجامعة، كالعلو، والعِظم، والكِبر، والملك، والتكبُّر، والجبروت، والعزة، والقوة. وهذه الصفات الإلهية التي تدلُّ على الكمال والجلال لله الخالق؛ ترتكز على ثلاثة أسس دلَّ عليها الكتاب العزيز، وهي: الأول: التنزيه عن أن يُشبه شيء من صفات الله تعالى شيئاً من صفات المخلوقين، قال الله تعالى: )لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ( (الشورى 11). الثاني: الإيمان بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله r، مع التأكيد أن صفات رب العالمين أعلى وأكمل من أن تشبه صفات المخلوقين المُحْدثين والفانين، ويدل على ذلك قوله تعالى: )لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ( قبل قوله: )وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ( فكأنه إشارة إلى الخلق؛ ليثبتوا له صفتي السمع والبصر، بما يليق بجلاله وكماله. أما المخلوقات فلها سمعٌ وبصر يناسبان حالها من القصور والفناء. الثالث: التفويض، ويكون بقطع الأمل عن إدراك حقيقة الصفات وكيفيتها، لأن إدراك هذه الحقيقة والإحاطة بها مستحيل، بدليل قول الله تعالى: )يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً( (طه 110). وقد اختلف في مسألة الصفات هذه فمن قائل إن لله تعالى كل صفة دل عليها دليل قطعي، وهم جمهور المسلمين، ومن قائل بنفي الصفات المعنوية وإثبات ما عداها وهم المعتزلة، وثمة آخرون يزعمون أن إثبات صفات لله تعالى نقص في ذاته فهم ينفون جميع الصفات التي لها مثيل في الخلق وخالفوا بذلك النصوص القاطعة. الإيمان بـ «الله» الواحد الإيمان بوجود الله تعالى الواحد، إلهاً خالقاً ورباً معبوداً، هو الأساس والمنطلق في مسائل العقيدة كلها. وذات «الله» لا كالذوات التي ينالها الحس ويدركها العقل؛ لأنها ليست بمادة ولا تتصل بالمادة إلا اتصال الإيجاد والتدبير. وإنما يُدرك الفكر آثار هذه الذات الإلهية، ويتعرف أسماءها وصفاتها من خبر الصادق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، المؤيد بالمعجزة من رب العالمين. وعقيدة التوحيد، هي عقيدة البشرية جميعاً منذ آدم عليه السلام، وحتى محمد r، وقد دخل عليها جهالات من الشرك والتشبيه، ولكنها عادت في الإسلام إلى البساطة، والوضوح، والرسوخ، صافيةً من لوثات التعدد أو التجسيم أو التعطيل. وقد عني العلماء بإقامة الأدلة على وجود الله، وأتوا بما لا يُحصى من الأدلة الساطعة والبراهين القاطعة على وحدانيته. صلة الإنسان بـ «الله» خلق الله تعالى الإنسان، وأسكنه الأرض واستخلفه فيها، وأكرمه بالعقل، وجعله في أحسن تقويم، وكلَّفه بالعقيدة والعبادة والتشريع، وطالبه بالعبادة والاستقامة، ووازن بين متطلبات عقله وروحه وجسده، وسخَّر له الكون من حوله، ومنحه حرية الاختيار فيما يعمل ويكسب، وحمَّله مسؤولية التكليف، وختم حياته بالموت المحتوم، وأبلغه عن طريق الرسل الصادقين بأنه صائر إلى يوم آخر، يقف فيه بين يدي «الله» للحساب والجزاء، وخاتمته مرهونة بعمله، فهو إما إلى نعيم الجنة، وإما إلى عذاب النار، )يَاأَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلقِيهِ( (الانشقاق 6). رؤية «الله» تعالى المؤمنون بـ «الله» تعالى لا يرون ربَّهم بأعينهم في الدنيا، وإنما يرونه في الجنة كما يرون القمر بدراً، فلا يُضامون في رؤيته، قال تعالى: )وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ( (القيامة 22 ، 23) وقد دلَّت الأحاديث الصحيحة؛ أن رسول r رآه بفؤاده، وبعد معجزة الإسراء والمعراج سُئل: «هل رأيت ربَّكَ» قال: «رأيت نوراً» وقال: «نورٌ أنَّى أراه؟!» رواهما مسلم. | |
|
مصعب الجطيلي عضو محترف
هـوايـتـي : *المشاركات* : 787 نقاط : 977053 السٌّمعَة و التقييم : 16 تاريخ التسجيل : 21/08/2011
| موضوع: رد: صفات الله جل جلاله الإثنين يناير 02, 2012 7:26 pm | |
| | |
|